يسألك البعض من أنت؟؟
فلا تجد إجابة مقنعة!!
ما بلك عندما تسأل نفسك من أنت؟؟
فهل من إجابة؟؟
لحظات مع نفسي!!!
ألملم أشلائي وأنهض تسيرني تساؤلاتي التي اختنقت بأحشائي
من أنا؟؟
أحاول وجود إجابة أمام مرآتي...
ولكنها مجرد صورة في زاوية مرآة فهل ستعرف هويتي؟؟
أصل إلى هناك لأجدها تنتظرني...
تنظر لي... تحدق طويلا... صمتها يخيفني...
أسألها من أنت؟؟
تتغير ملامحها وتتسع عينيها...
من أنت؟؟ لتسألين من أنا؟؟
أتراجع للوراء فتبتعد عني
لا... لا تذهبي حتى أعرف من أنت؟؟ أو تقولين من أنا؟؟
تعبثُ بخصلات شعري بتوتر...
يتصبب جبيني عرقا...
تمسح قطرات الخوف عبثاً...
تصمت... تتوقف عن الحركة... تحدق طويلا...
ثم تسأل...
من أنت؟؟
تتعثر الأحرف بشفاهي...
أنا؟؟
من أنا؟؟
تصرخ من أنت؟؟
لا أعلم من أنا!!
ألم تعثري على شهادة تثبت اسمك وتاريخ مولدك؟؟
بلا ولكني لا أعرف لما أنا أنا؟؟ ولما أنا هنا؟؟
تجمدت ملامحها
فذرفتُ دمعا أحرق وجنتي
صرخَتْ لما البكاء؟؟
أتيت للدنيا باكية كأي رضيع ولن تجف دموعي حتى أتوسد الثرى
ابتعدتْ واتخذتْ زاوية حيث قبعتْ بدون حراك
جاء صدى صوتها تخنقه العبرة
هل أنت أنا؟؟
أم أنا أنت؟؟
حدقت فيها مليا
وجه شاحب
عينان ذابلتان تغرق في تلك الهالة السوداء التي تحيط بها
أبلع ريقي بصعوبة لا أعرف من أنا!!
هل أنا مجرد صورة قابعة في زاوية مرآة!!
تسخر مني بابتسامة حزينة
تمسك خصلة من شعري وتشد عليها بقوة بعد أن تعبث بها بتوتر
آه... أتحسس على شعري مكان الألم
تصرخ
بل أنت مجرد اسم بلا هوية
ومجرد ملامح بلا شخصية
وماذا عنك أنت مجرد بقايا إمرأة مشردة في ركن الأحزان
ابتعدتْ دامعة العينين...
واتخذَتْ ذلك الركن من جديد تقبع فيه بدون حراك...
محتضنة رأسها ومخفية نظراتها بركبتيها...
ولكن رغم هذا الصمت صوت الألم مزق أحشائي...
رائحة الحزن امتزجت بأنفاسي...
سكرات المرارة جرت في عروقي تسابق دمي...
كان أنين بكائها يرعبني...
ويضفي على الركن وحشة الموت...
دنوت منها
لا تحزني فأنا مجرد اسم وملامح...
وأنت تحملين قلب يفدي ويسامح...
نظرت بحزن... قلب؟؟؟
قلب لم يكن غير خشبة مسرح...
بطل مسرحيتها حبيبي بل من ادعى أنه حبيبي...
رواية غريبة ومختلفة حوارها الكلام المنمق والوعود...
ونهايتها الغدر والخيانة...
اقتربت أكثر وكفكفت دمعها
لا تحزني فأنت ذات روح تعطي وتكافح...
نهضت من ذلك الركن المظلم...
وكشف ذلك النور الخافت المنعكس على مرآتها...
ملامح حزن دفنت في عينيها منذ زمن...
تحشرج صوتها يتبعه أنين سكن حنجرتها منذ أمد...
عن أي روح تتحدثين...
فقد جعل منها القدر خرقة بالية تتناثرها رياحه في أزقته المظلمة...
كفى... كفى!!!
صراخ شق صمت المكان...
لا أعرف من منا تمرد على الوضع...
من منا صرخ هي أم أنا!!
تسمرت نظراتي على حزنها...
إني أسكن أحشائك منذ الأرحام...
مرة أخرى لا أعرف من منا تكلم...
كلانا شفتاه تهمس بحزن...
اقتربتُ أكثر..
لما سجنتِ نفسك وراء قضبان الألم؟؟
كسري إطار مرآتك وتحرري من ذلك الركن الذي سكنته منذ زمن...
تمردي على مرآتك التي لا تعكس غير ملامح الحزن...
صمت ساد المكان مرة أخرى...
وتعثرت الكلمات في شفتانا...
عادت إلى ركنها ثانية وهي تتمتم!!!
كيف لي أن أطرد حزني وهو من يأنس وحدتي؟؟
فإذا نمت هو من يغمض جفني...
وإذا حلمت هو نهاية حلمي...
وإذا أفقت أجده ينتظرني تحت وسادتي...
يسبقني للحمام لينزل رذاذا على جسدي...
ويتزرع في أحشائي عندما يشعر بدفء فستاني...
فقد علمتني الدنيا أن أكون وفية...
وللأسف تناست سخرية الزمان من الأوفياء...
وحزني قد سكن أحشائي...
يعيش مع نبضات قلبي...
يخرج من شفاهي قبل كلماتي...
حزن يسكنني بإخلاص...
حزني حتى إن غبت عنه ينتظرني بوفاء نادر...
فأنا وفيت لمن لا يستحق الوفاء...
فما بالك لمن يستحقه فلن أتركه في زاوية وأرحل عنه...
دنوتُ وقلت لها ولكن!!
ولكنها صدتني...
كفى.. اذهبي وابحثي عن نفس تسكنك...
نفس تضحك وفي عينيها حزن...
نفس تكذب وفي داخلها صدق....
نفس تخدع وفي أحشائها زُرع الإخلاص...
نفس تخون وفي أوردتها نبتة اسمها الوفاء...
اتركيني قابعة في ركني أتجرع الأحزان من ماض يحاصرني...
اذهبي وعيشي مع كذبة اسمها السعادة الزائفة...
لن أكسر مرآتي ولن أتمرد ولن أخرج من عالمي إلى عالمك...
ولكني سأنتظرك بوفاء كلما أردتِ الرجوع إلى حقيقتك...