قــــــدري
.
.
طريق طويل أزقته كثيرة...
أمشي بل أهرول بل أنا أجري في منعرجاته...
هاربة من قدري الذي بات يلاحقني...
كنت كلما أتعب أتخذ ركنا من ممر لا أعرف إلى أين سيوصلني وأقبع فيه مرتجفة...
أنظر إلى الوجوه فأجدها متشابهة، مخيفة، نظراتهم... ضحكاتهم...
قطرات خيانة تتساقط من جبينهم...
يجرون وراءهم ظلال الغدر تتبعه رائحة كريهة وعتمة مخيفة...
أغمض عيني بكلتا يدي وأحاول النهوض جاهدة، لأهرب من ذلك الممر...
أقف على ساقين مرتجفتين ولا أستطيع أن أصلب طولي...
أبقى منحنية خوفا من أن تطولني تلك الروائح وتدنس روحي...
وجه شاحب... عينان دامعتان... قلب ينزف... جسد يرتعش... هذه هي أنا
ألملم نفسي وأحاول جاهدة التحرك من مكاني...
أتطلع على المستقبل فأجد كل أطرافي تسخر مني...
كيف لك أن تتطلعي على مستقبل لا حاضر له؟؟؟
أنظر ثانية لتلك الوجوه المخيفة وأحاول الهروب مستندة على قدري ثانية فهو من سيسيرني...
إلى أي ممر هذه المرة أيها القدر؟؟؟
ولكنه قدر فماذا سيفعل بي غير ق.قلق... د.دمار... ر.رماد...
هذه خاتمتي وهذا هو قدري...
أجمع أوراق الماضي فليس لدي غيرها...
جروح... وخيانة.. ودموع... أحملها بين طياتي وأتبع قدري...
أزقة كثيرة أهرول مرة أخرى فأرى نورا من بعيد...
أدفع قدري بكلتا يدي وأهرب منه إلى ذلك النور...
تقابلت أعيننا... انسجمت أرواحنا...
مسكني بيديه فأحسست بحنانه...
ضمني لصدره فنعمت بحبه...
مسكني... ضمني... فتأكدت من وجوده...
نظرت إلى قدري ساخرة وركضت إلى حاضري واحتضنت أيامه...
ولكــــــــــــــــــن... !!!!
مـــــــــــــــــــــاذا؟؟؟؟؟؟؟
ولكن سرعان ما أتت عاصفة هوجاء...
أعادتني إلى الوراء إلى ذلك الممر المخيف...
وتلك الوجوه، تطلعت فيها ثانية وماذا أرى؟؟؟
لقد وجدته بينهم...
هو... نعم إنه هو...
فقد أمره القدر بالخيانة...
ونعته الزمن بالزير...
تسمرت مآقينا...
تغربت أرواحنا...
فأوهمت نفسي بأنه سراب...
....